Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 152-152)
Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلآخِرَةَ } [ الآية : 152 ] . قيل : قرئت هذه الآية بين يدى الشبلى فقال : أوَّاه قَطعَ طريق الخلق إليه ورَدَّ الأشباح إلى قيمها . قال محمد بن على : منكم من يريد الدنيا للآخرة ومنكم يريد الآخرة لله تعالى . قال أبو سعيد الخراز فى هذه الآية : ما دمتم بكم وبأوصافكم كانت هممكم الحوادث والدارين ، فإذا توليتكم وأجليتكم من صفاتكم وأكوانكم ، علوتم بهممكم إلىَّ فأنفتم من النظر إلى الأكوان وإرادتها وقمتم بالحق مع الحق . وقال : متى ما طالعهم بأسرارهم محقهم عن إثارتهم ودهشتهم فى مناديهم ، أى : ينظرون إلى ما صنع إليهم بدءًا فى منع أحوالهم لا إلى حركاتهم . قال النُّورىُ : العامة فى قميص العبودية والخاص فى قميص الربوبية ، فلا يلاحظون العبودية وأهل الصفوة حَدَّ بهم الحق ومحاهم عن نفوسهم . قال الشبلى - تغمده الله برحمته - : منكم من يريد الدنيا للطاعة ، ومنكم من يريد الآخرة للجنة فأين مريد الله تعالى ؟ ومريد الله تعالى من إذا قال قال لله ، وإذا سكت فليس لسوى الله تعالى . قال سهل بن عبد الله : دنياك نفسك فإذا قتلتها فلا نفس لك . قال بعضهم فى قوله تعالى : { ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ } قال : صرف المريدين له عما دونه وسواه . قال الشبلى - رحمة الله عليه - فى هذه الآية : أسقط العطفتين وقد وصلت ، قيل : وما العطفتان ؟ قال : الكونين بما فيهما .