Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 17-17)
Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال أحمد بن عاصم الأنطاكى : الصَّابرُ غيرُ المتصَبر ، لأن الصَّابرَ المستسلِمُ فى كلِّ أمُورهِ ومساكنُ القلبِ فيه محفوظاً ، والمتصَبّر ما رُددتَ فيه إلى حَالِكَ وعجزك يكابد نفسه فى الصبر على المكاره . قال أبو حفص : الصبر ما كنت فيه محفوظًا ، والتصبر ما رددت فيه إلى حالك وعجزك . قال عمرو المكى : ليس الصَّبرُ تَرك الاختيار على الله تعالى ، لكن الصَّبر هو الثبات فيه وتلقى بلاه بالرحب والدعة . قال عمرو : من صبَر على رؤية العوض يكونُ صَبرهُ مشوّبًا بعجز ، وما هو بمتحقق فى الصبر ، ومن صَبَر على رُؤية المنَّة يكون متلذذًا بالبلاء كتلذذه بالنعمة ، إذ هما من عينٍ واحدة . قال ابن عطاء : { ٱلصَّابِرِينَ } هُم الذين صَبَرُوا باللهِ تعالى فى طاعة اللهِ تعالى مع اللهِ تعالى ، و { ٱلصَّادِقِينَ } هم الذين صَدقُوا ما عاهدوا الله عليه عن صدقٍ قويم واعتمادٍ صحيح وسّرٍ لا يشوبه شىء و { ٱلْقَانِتِينَ } هم الذين أطاعوا الله تعالى فى سِرِّهم وعلانيتهم ، و { ٱلْمُسْتَغْفِرِينَ بِٱلأَسْحَارِ } هم الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع . وقال بعضهم : الصابرين مع الله تعالى على موارد قضائه ، والصادقين فى توحيدهم ومحبتهم والقانتين الراجعين إليه فى السراءِ والضراءِ والمنفقين ما سِواهُ له ، والمستغفرين بالأسحار من أفعالهم وأحوالهم وأقوالهم . وقال بعضهم : الصابرين من صَدَّقَ ما أجاب به من لَفظه بَلى .