Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 198-198)

Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ } [ الآية : 198 ] . قيل : ما عنده لهم خير مما يطلبونه بأفعالهم قوله عز وجل : { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ } [ الآية : 200 ] . قال الجنيد : إن الله تعالى ذكر الصبر وشرَّفه وعظم شأن الصابرين عليه لديه ، فقال : { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ } وأمرهم بالصبر على الصبر ثم قال : { وَرَابِطُواْ } وهو ارتباط السر مع الله تعالى سرًا ، والوقوف مع الله تعالى جهراً . قال النبى صلى الله عليه وسلم : " إنما الصبر عند الصدمة الأولى " . قال الحارث رحمه الله : فى قوله تعالى : { ٱصْبِرُواْ } قال : الصبر : التهدف بسهام البلاء . قال الجريري رحمه الله : الصبر إسبال البلوى قبل وقوع البلوى ، فإذا صادف البلوى تلقاه بالمولى فلم يجزع . قال الجنيد رحمه الله : الصبر حبس النفس مع الله تعالى بنفى الجزع عما سواه . قال ابن عطاء رحمه الله : اليقين سيف النفس ، والصبر من سر الله تعالى فى أرضه ، وإن الشيطان ليتعوذ من الصابرين كما يتعوذ المؤمن من الشيطان . قال : وسمعت أبا العباس البغدادي يقول : سمعت جعفرًا الخلدى رحمه الله يقول : خير الدنيا والآخرة في صبر ساعة . قال ذو النون رحمه الله : علامة الصبر خمسة : - التباعد عن الخلطاء فى الشدة والسكون إليهم . - مع تجرُّع غصص البلية . - وإظهار الغنى مع كثرة العيال . - وجفاء الخلق مع هجرانهم له . - وقول الحق مع احتمال الضرر فى المال والبدن . وقال بعضهم : اصبروا تحت حكمى ، وصابروا فى الجهاد مع أعدائى ، ورابطوا قلوبكم بموافقتى ورضائى . وقيل : اصبروا قال : الصبر يوجب الرضا والرضا يوجب الحياء والحياء يوجب الغنى . قال جعفر الصادق رحمه الله : اصبروا عن المعاصى ، وصابروا على الطاعات ، ورابطوا الأرواح بالمشاهدة ، واتقوا الله بحسن الانبساط مع الحق عز وجل ، لعلكم تفلحون : تبلغون مواقف أهل الصدق فإنه محل الفلاح . وقال بعضهم : اصبروا بجوارحكم على الطاعات وصابروا مع الله ، ورابطوا أسراركم بالحقائق لعلكم تجردون من همومكم وخطراتكم . قال الجنيد رحمه الله : الصبر حبس النفس على المكروه .