Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 13-13)

Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ٱعْمَلُوۤاْ آلَ دَاوُودَ شُكْراً } [ الآية : 13 ] . قال ابن عطاء : اعملوا من الأعمال ما تستوجبون عليه الشكر . وقال أيضًا : أظهروا شكر النعمة كظهور النعمة عليكم . وقال الأنطاكى : الشكر على وجوه منها شكر أهل المعاملة إذا رأوا النعمة رأوها من المنعم وشكر العاصين طاعة بالأبدان وشكر المطيعين حمدٌ باللسان وذكر النعم وشكر العارفين معرفة المنعم وهى درجة الأنبياء . قال عبد العزيز المكى : اذكروا نعمتى عليكم فإن ذكرها شكرها . قال الأنطاكى : أصل الشكر الطاعة والتوبة والندم بالقلب قال الله تعالى : { ٱعْمَلُوۤاْ آلَ دَاوُودَ شُكْراً } . قال بعضهم : الشكر رؤية المنة من المنعم على دوام الأحوال . سئل الجنيد رحمة الله عليه عن الشكر فقال : بذل المجهود بين يدى الله . وقال رويم : الشكر استفراغ الطاقة . قال السرى رحمة الله عليه : الشكر القيام بين يدى الله حتى يعجز فإن عجز فقد شكره . قال الفضيل : { ٱعْمَلُوۤاْ آلَ دَاوُودَ شُكْراً } قال : ارحموا أهل البلاء وسلوا ربكم العافية . قوله عز وعلا : { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ } [ الآية : 13 ] . سمعت محمد بن عبد الله يقول : سمعت ابن عطاء رحمة الله عليه يقول : فى قوله : { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ } قال : قليل من عبادى من يرى الطاعة منةً منى عليه . قال أبو حفص : أخس العباد من يرى طاعته ويمن بها على مولاه ويغفل عن محل التوفيق فيها وأنه أهَّله لعبادته والقيام بخدمته ألا ترى الله يقول : { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ } . وقيل : فى قوله : { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ } هم على ثلاث طبقات : منهم من يكون شكره لغذاء النفس ، ومنهم من يكون شكره لغذاء الروح ، ومنهم من يكون شكره لغذاء القلب . فأما غذاء النفس فالمطعم والملبس والعافية ، أما غذاء الروح فالعلم والمعرفة والطاعة ، فعليه الشكر وأما غذاء القلب فالمعرفة والرضا ، فأبناء الدنيا شكرهم لغذاء أنفسهم ، وأبناء الآخرة شكرهم لغذاء الروح وأصحاب القلوب شكرهم لغذاء قلوبهم لذلك روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من لم يعرف نعمة الله عليه إلا فى مطعمه وملبسه فقد صغَّر نعم الله عنده " . وقال بعضهم : هم ثلاثة شاكر وشكور وشكَّار فالشاكر من يشكر الله بنعمته والشكور من يشكر الله بشكره والشكَّار من يشكر الله به فالأول شكر النعمة والثانى شكر المنة والثالث شكر المعرفة . قال بعضهم : الشاكر يكون صادقًا والشكور يكون مصدّقًا والشكار يكون صدِّيقًا . قال بعضهم : الشاكر من العباد قليل والشكور من الشاكرين قليل والشكار من الشكور قليل .