Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 32-32)
Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ } [ الآية : 32 ] . وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ليس الإيمان بالتمنى " . وقال بعضهم رحمه الله لا تتمنوا منازل السادات والأكابر أن تبلغوها ، ولم تهذبوا أنفسكم فى ابتداء إرادتكم برياضات السنن والأسرار بالتطهير على الهمم الفاسدة ولا قلوبكم عن الاشتغال بالفانية ، فإن الله عز وجل قد فصَّل هذه الأحوال أولئك ، فلا ترتقوا إلى الدرجات العلى وقد ضيعتم الحقوق الأدنى . وقال أبو العباس بن عطاء رحمه الله : لا تتمنوا فإنكم لا تدرون ما تحت تمنيكم ، فإن تحت أنوار نعمه نيران محنته ، وتحت أنوار محنته أنوار نعمه . وقال الواسطى رحمه الله فى هذه الآية : من تمنى ما قدر له فقد أساء الظن بالحق عز وجل ، وإن تمنى ما لم يقدر له أساء التَّمنى على الله عز وجل بإنه ينقص قسمته من أجل تمنى عبده . وقال ابن عطاء رحمه الله فى قوله عز وجل : { وَٱسْأَلُواْ ٱللَّهَ مِن فَضْلِهِ } فإن عنده أبواب كرامته . قوله عز وجل : { فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً } فى طلب المحبة وخلوص القلب منهن لكم ، فإنهن غير مالكات لقلوبهن والقلوب بيد الله عز وجل ، وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم " اللهم هذا قسمى فيما أملك فلا تؤاخذنى فيما تملك ولا أملك " .