Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 36-36)
Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً } [ الآية : 36 ] . قال أبو عثمان رحمه الله : حقيقة العبودية قطع العلائق والشركاء عن الشرك . وقال الجنيد رحمه الله : إذا أحزنك أمر فأول خاطر تستغيث به فهو معبودك . وقال الواسطى رحمه الله : الشرك رؤية التقصير والعثرة من نفسه والملامة عليها . يُقال لها : لزمت الملامة من تولى إقامتها ومن قضى عليها العثرة . وقال ابن عطاء رحمه الله : الشرك أن تطالع غيره أو ترى سواه ضراً ونفعاً . وقال بعضهم رحمه الله : العبادة أصلها ستة : التعظيم والحياء والخوف والبكاء والمحبة ، والهيبة ، من لم يتم له هذه المقامات لم تتم له العبودية . وقال الطيب البصرى رحمه الله : من لم يدرج وفاء العبودية فى عز الربوبية ، لم تصف له العبودية . وقال بعضهم رحمه الله : العبودية خلع الربوبية وهى جوهرة تظهر الربوبية من غير علة . وقال يحيى بن معاذ رحمه الله : دللهم ثم ذللهم ليعرفوا بالدّل فاقة العبودية ، وبالذُّل عز الربوبية . وقال ابن عطاء رحمه الله : العبودية ترك الاختيار وملازمة الذل والافتقار . وقال أيضًا : العبودية ترك الاختيار وهى جامعة لأربع خصال : الوفاء بالعهود والحفظ للحدود والرضا بالموجود والصبر عن المفقود . وقال الجنيد رحمه الله : العبودية ترك المشيئة ومن خرج من قال بالعبودية صنع به ما يصنع بالآبق . وقال بعضهم رحمه الله : العبودية بناؤها على ستة خصال : التعظيم وعنده الإخلاص ، والحياءُ وعنده اضطراب القلوب ، والمحبة وعندها الشوق ، والخوف وعنده ترك الذنوب ، والرجاء وعنده متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، والتخلق بأخلاقه ، والهيبة وعنده ترك الاختيار . قوله عز وجل : { وَٱلْجَارِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْجَارِ ٱلْجُنُبِ وَٱلصَّاحِبِ بِٱلجَنْبِ } . قال سهل رحمه الله : الجار ذى القربى هو القلب ، والجار الجنب هى النفس ، والصاحب بالجنب وهو العقل الذى ظهر على اقتداء السنة والشرع ، وابن السبيل الجوارح المطيعة لله عز وجل .