Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 59-59)

Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلأَمْرِ مِنْكُمْ } [ الآية : 59 ] . قال محمد بن على رحمه الله : أطع الله عز وجل فإن تمَّ لك ذلك وإلا فاستعن بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم على طاعة الله عز وجل ، فإن وصلت إلى ذلك فاستعن بطاعة الأئمة والمشايخ على طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا تسقط عن هذه الدرجة فتهلك . وقال الجنيد رحمه الله فى هذه الآية : قال : العبد مبتلًى بالأمر والنهى ، ولله تعالى فى قلبه أسرار تخطر دائمًا ، فكلما خطر خطرة عرضه على الكتاب وهو طاعة الله تعالى ، فإن وجد له شفاء وإلا عرضه على السُّنة وهو طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فإن وجد له شفاء وإلا عرضه على سنن السلف الصالحين وهو طاعة أولى الأمر . وقال جعفر بن محمد الصادق رحمه الله : لا بدَّ للعبد المؤمن من ثلاث سنن : سنة الله عز وجل ، وسنة الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين ، وسنة الأولياء . فسنة الله تعالى كتمان السر . قال الله عز وجل : { عَالِمُ ٱلْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَداً إِلاَّ مَنِ ٱرْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ } [ الجن : 26 - 27 ] . وسُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم مداراة الخلق ، وسنة الأولياء الوفاء بالعهد والصبر فى البأساء والضراء . قال : سمعت عبد الله بن محمد الدمشقى يقول : سمعت إبراهيم بن المولد يقول : سمعت أبا سعيد الخراز يقول : العبودية ثلاثة : الوفاء لله عز وجل على الحقيقة ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فى الشريعة والأمر لجميع الأمة بالنصيحة . قوله عز وجل : { فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ } . قيل : إذا أشكل عليكم شئ من أحوال الكبار والسادة واختلفتم فيه ، فاعرضوا ذلك على أحوال الرسول صلى الله عليه وسلم فردوه إليه ، فإن لم يبين ذلك لكم ، فردوه إلى الكتاب المنزل من رب العالمين .