Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 44-44)
Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وعلا : { وَأُفَوِّضُ أَمْرِيۤ إِلَى ٱللَّهِ } [ الآية : 44 ] . قال أبو عمرو المكى : قلت لأبى صالح حمدون أوصنى بوصية فقال : إن استطعت أن تصبح مفوضًا لا مدبرًا فافعل . قال شاه : علامة التفويض ترك الاختيار وصدق التفويض الصحبة مع الله والثقة باختيار وترك الضر . سمعت عبد الله الرازى يقول : سمعت أبا عثمان - وذكر أنه من كلام شاه - من علامات التفويض ترك الحكم فى اقتدار الله وانتظار القضاء من وقت إلى وقت وتعطيل الإرادة لتدبير الله عز وجل . وقال بعضهم : التفويض قبل نزول القضاء والتسليم بعد نزول القضاء . سمعت منصور بن عبد الله يقول : سمعت أبا القاسم البزاز يقول : قال أبو العباس ابن عطاء فى قوله : { وَأُفَوِّضُ أَمْرِيۤ إِلَى ٱللَّهِ } قال : أجعل أمرى أمره ولا أتقدم حتى يأذن لى . سمعت أبا عبد الله الرازى يقول : سمعت أبا عثمان يقول : من أراد أن يفوض أمره إلى الله فليحفظ أربعة أشياء . أولها : عدل الله عليه أن ذلك كان مكتوبًا عليه . والثانى : يحفظ ذنوبه ويعلم أن ذلك عقوبة . والثالث : يحفظ إحسان الله إليه حيث عفى عن كثير من ذنوبه . والرابع : يرجو الخير الكثير فى كراهيته لقوله تعالى : { فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ ٱللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً } [ النساء : 19 ] . سمعت أبا بكر الرازى يقول : سمعت أبا عثمان الدمشقى يقول : سمعت أبا عبد الله الحلاج يقول : سمعت ذا النون المصرى رحمة الله عليه وقد سئل متى يكون العبد مفوضًا ؟ قال : إذا يئس من نفسه وفعله والتجأ إلى الله فى جميع أحواله ولم يكن له علاقة سوى ربه .