Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 19-19)

Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ٱللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ } [ الآية : 19 ] . قال ابن عطاء : يعلم من أنفسهم ما لا يعلمون من نفوسهم فربط كلاً بحده فمن بقى مع حده حجب ومن تجاوز حده هلك . قال بعضهم : تلطف بعبده من فنون المبار ما يتعجب فيها المتعجبون كما جاء فى الخبر حتى يقول الناس أهذا نبى أو ولى فقيل لهم : المتحابون فى الله . وقال على بن عبد العزيز : اللطيف من يلطف بهم من الجهات الخفية ومن أحسن إليك فى خفاء فقد لطف بك يرزق من يشاء من عباده يدخلهم الجنة فضلاً ولا يمن بها عليهم . قال أبو سليمان الدارانى : من لطف الله بعبده أن يميز له كنه معرفته حتى لا تتكدر عليه نعماؤه . سمعت محمد بن أحمد بن إبراهيم الفارسى يقول : سمعت أبا محمد الجريرى يقول فى قوله : { ٱللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ } معناه لطيف بعبده حيث لم يكشف له ما سبق من الأزلية لأنه لو كشف للسعيد سعادته لامتنع من عبادة الله والسعى فى طلب رضاه وكذلك الشقاوة . وقال الجنيد رحمة الله عليه : اللطيف الذى لطف بأوليائه حتى عرفوه . وقال ابن عطاء : الذى يعرف العيوب بلا دليل . وقال بعضهم : اللطيف الذى ينسى العباد فى الآخرة ذنوبهم لئلا يتحسروا . وقال القاسم : اللطيف الذى لم يدع أحداً يقف على مائية أسمائه فكيف يقف على مائية وصفه وذاته . وقال اللطيف الذى لطفه فى كل مكان حتى لا يبقى مكان إلا لطفه غالب عليه . قال بعضهم : اللطيف الذى لم يظهر شيئاً من الأكوان يقف على مائيته . قال بعضهم : اللطيف الذى لم يدع أحداً يقف على مائية أسمائه . وقال الجنيد رحمة الله عليه : اللطيف من نوّر قلبك بالهدى وربى جسمك بالغذاء وأخرجك من الدنيا مع الايمان بغير بلوى ويحرسك وأنت فى لظى ويمكنك حتى تنظر وترى هذا لطف اللطيف بالعبد اللطيف . قال أبو سعيد الخراز فى قوله : { لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ } موجود فى الظاهر والباطن والأشياء كلها موجوده به لكن يوجد ذكره فى قلب العبد مرة ويفقد مرة ليجدد بذلك افتقاره إليه . قال القاسم فى قوله : { يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ } الفطنة والحكمة وهو القوى العزيز القوى بقوى الفطن والعزيز عزز عنايته ورعايته لا يبذلها لكل أحد .