Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 6-6)

Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى ٱلصَّلاةِ فٱغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ } [ الآية : 6 ] . قال : شرائع الطهارة معروفة ، وحقيقتها لا ينالها إلا الموفقون من طهارة السر وأكل الحلال وإسقاط الوساوس عن القلب ، وترك الظنون والإقبال على الأمر بحسب الطاقة . وقال سهل : أفضل الطهارات أن يطهر العبد من رؤية الطهارة . وقال سهل : الطهارة على سبعة أوجه : طهارة العلم من الجهل ، وطهارة الذكر من النسيان ، وطهارة الطاعة من المعصية ، وطهارة اليقين من الشك ، وطهارة العقل من الحمق ، وطهارة الظن من التهمة ، وطهارة الإيمان مما دونه ، وكل عقوبة طاهرة إلا عقوبة القلب ، فإنها قسوة . وقال سهل : إسباغ طهارة الظاهر يورث طهارة الباطن ، وإتمام الصلاة يورث الفهم عن الله عز وجل . وقال سهل : الطهارة تكون فى أشياء : فى صفاء المطعم ، ومباينة الآثام ، وصدق اللسان ، وخشوع السر ، وكل واحد من هذه الأربع مقابل لما أمر الله بتطهيره من الأعضاء الظاهرة . قال ابن عطاء : البواطن موضع النظر من الحق ، لأنه روى عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أعمالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم " فموضع النظر إلىَّ بالطهارة لحق . فالطهارة الظاهرة هو تطهير الأعضاء الظاهرة الأربع لاتباع الأمر والاقتداء وطهارة الباطن من الخيانات والجنايات وأنواع المخالفات وفنون الوسواس والغش والحقد والرياء والسمعة ، وغير ذلك من أنواع النواهى لحق . وقال بعضهم : ليس شىء أشد على العارفين من جمع الهمم وطهارة السر . قال بعضهم : لا يصح لأحد طهارة الباطن إلا بأكل الحلال والنظر إلى الحلال وأخذ الحلال والمشى إلى الحلال وصدق اللسان هذا ، أولئك طهارات الأسرار . قوله عز وعلا : { وَلَـٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ } . قال بعضهم : يريد أن يطهركم من أفعالكم وأحوالكم وأخلاقكم ، ويفنيكم عنها لترجعوا إليه لحقيقة الفقر من غير تعلق ولا علاقة بسبب من الأسباب .