Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 56, Ayat: 10-10)
Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هم الذين سبقت لهم من الله الولاية قبل كونهم هم المقربون أى فى منازل القربة وروح الأنس . وقال : سبق الأنبياء إلى الإيمان بالله والصديقون والشهداء إلى الإيمان بالأنبياء . وقال الجريرى فى قوله : { وَٱلسَّابِقُونَ ٱلسَّابِقُونَ أُوْلَـٰئِكَ ٱلْمُقَرَّبُونَ } قال : إنما قربوا إلى ربهم لأنهم لم يكن لهم همة غيره . وقال : فى النفس أزواج ثلاثة فإذا استقامت للسبق استقامت : الروح بالرعاية والقلب بالحراسة والجوارح بالخدمة ، والروح من الله الحياء والقلب الصفاء والجوارح الجزاء . قال القاسم أضاف الله عز وجل الأفعال إلى عباده بقوله : { وَٱلسَّابِقُونَ ٱلسَّابِقُونَ } ثم قال : { أُوْلَـٰئِكَ ٱلْمُقَرَّبُونَ } ولم يكونوا مقربين لما كانوا سابقين ولو كانت الأفعال إليهم حقيقة لكانوا مقربين ولم يكونوا مقربين . سمعت عبد الله بن محمد الشعرانى يقول سمعت أبا على الجوزانى يقول : السابقون هم المقربون بالعطيات والمكرمون بالبشارات وهم العلماء بالله من بين البرية عرفوا الله حق معرفته وعبدوه بأخلص العبادة وانقادوا إليه بالشوق والمحبة فهم الذين قال الله : { وَٱلسَّابِقُونَ ٱلسَّابِقُونَ أُوْلَـٰئِكَ ٱلْمُقَرَّبُونَ } . قوله تعالى : { ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ } قال سهل هم أهل المعرفة : { وَثُلَّةٌ مِّنَ ٱلآخِرِينَ } هم الذين آمنوا بالكتب والرسل ومحمد صلى الله عليه وسلم .