Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 1-1)
Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وعلا : { ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ } [ الآية : 1 ] . قيل : حمد نفسه بنفسه حين علم عجز الخلق عن بلوغ حمده . وقيل : حمد نفسه على ما أبدى الخلق من مصالحهم ومعايشهم لغفلة الخلق عن ذلك . وقيل فى قوله : { خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ } قال : السماوات سماوات المعرفة ، والأرض أرض الخدمة . وقيل فى هذه الآية من ذا الذى يستحق الحمد ، إلا من يقدر على مثل هذا الخلق من السماوات والأرض وما فيهما . وسُئل الواسطى رحمة الله عليه ما الحكمة فى إظهار الكون بقوله خلق السماوات والأرض ؟ فقال : لا حاجة به إلى الكون ، لأن فقد الكون ظهوره وظهوره فقده عنده ، فإن قيل لإظهار الربوبية قيل : ربوبيته كانت ظاهرة ولم يظهر ربوبيته لغيره قط ، لأنه لا طاقة لأحد فى ظهور ربوبيته ، بل أظهر الكون وحجب الكون بالكون ، لئلا تظهر لأحد الربوبية فينطمس ، لأن الحق لا يحتمله إلا الحق . وسُئل بعضهم : ما الحكمة فى إظهار الكون ؟ قال : ارتفاع العلة ، فإذا ارتفعت العلة ظهرت الحكمة . قوله تعالى : { وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَاتِ وَٱلنُّورَ } . قال بعضهم : أبدأ الظلمات فى الهياكل والنور فى الأرواح . وقال بعضهم : جعل الظلمات الكفر والمعاصى ، وجعل النور الإيمان والطاعات . وقال الواسطى : هو الكفر والمعاصى والنور والإيمان ، وأصله الافتراق والاقتران . وقال بعضهم : جعل الظلمات والنور ، الظلمات : أعمال البدن والنور : فى التفويض .