Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 77-77)

Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلضَّالِّينَ } [ الآية : 77 ] . قال الواسطى رحمة الله عليه : لئن لم يقمنى ربى على الهداية التى شاهدتها بإعلام بواديه { لأَكُونَنَّ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلضَّالِّينَ } فى نظرى إلى نفسى وبقاءى فى صفاتى . وقال سهل فى هذه الآية : لئن لم يهدنى ربى بمعُونة منه لأكونن مثلكم فى الضلالة . وقال بعضهم : لئن لم يزدنى هدى ولم يثبتنى على الهداية . وقال بعضهم : لئن لم يكرمنى بمزيد الهداية لأكونن كما أنتم فى عبادتكم ، فلما ثبتت الحجة عليهم إنها ليست بآلهة رجع إلى وطنه فقال : { إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ } . وقيل فى قوله : { إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ } من الاستدلال بالمخلوقات على الخالق بعلمى أن لا دليل على الله سواه . وقيل فى قوله : { وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } . قال الواسطى : منى الدعوة ومن الله الهداية . قال ابن عطاء فى قوله : { هَـٰذَا رَبِّي } قال : كان إبراهيم صلى الله عليه وسلم من شدة حبه لربه وشغفه به لما رأى الصنع والآثار غاب عنها وتعلق بالصنائع ، وهذا من عطشه وامتلائه بربه ، لم يكن فيه فضل من ربه أن يقول هذا صنع ربى الذى يظهر مثل هذه البدائع والآثار ، وهذا مقام الجمع أن لا يكون فيه فضل من ربه أن يذكر سواه أو يرى سواه .