Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 150-150)
Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً } [ الآية : 150 ] . قال : آسفًا على ما فاته من مخاطبة الحق إلى مخاطبة من لا أوزان لهم ، فرده من شوقه إلى شاهده ليلاً يقطعه من حال شوقه { وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ } . قال ابن عطاء : غضبان على نفسه حيث ترك قومه حتى ضلوا ، آسفًا على مناجاة ربه . قال بعضهم : ماقتًا نفسه متأسفًا على ما فاته من اختصاصه بالمخاطبة . قال بعضهم : من رأى من قومه من ارتكاب مخالفة الله وقيل : أغضبه الرجوع عن مفاجأة الحق إلى مخاطبة الخلق . قوله تعالى : { وَأَلْقَى ٱلأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ } . قال القرشى : من تحرك غيرة للحق فإن الحق يحفظ عليه حدوده ، لئلا تخرجه الحركة إلى شىء مذموم ، كموسى لما ألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه لما رأى قومه يعبدون العجل ، فلم يعاتبه الله على ذلك ، ولو باشر أحدٌ من الكسر والأخذ ما باشر موسى ، كان ملومًا على ذلك ولكن حركة موسى كانت بِلا حَظٍ لموسى فيها ، بل قام غيرة لله وابتغاء ماله ، فلم يزدد بذلك من الحق إلا قربًا .