Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 17-17)
Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ } [ الآية : 17 ] . قال فارس : ما كنت راميًا إلا بنا ، ولا مصيبًا إلا بمعونتنا وإمدادنا إياك بالقوة . قال بعضهم : أثبتهم فى القتل والرمى ومباشرتهما ، ثم نفى عنهم ذلك كله لئلا يشهدوا من أنفسهم حالاً ولا سببًا ويشاهدوا الحق على جميع الأحوال بقوله { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمْ } ورماهم ، ومن رمى منكم فبإيانا رَمَى ، ولو بإياكم رميتم لبلغ الرمى إلى مقدار ما يليق بكم . وقال بعضهم : { وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ } ، ولكن رميت بسهام الجمع فغيبك عنك ، فرميت وكنا الرامين عنك ، لأن المباشرة لك والحقيقة لنا إذ لم نفترق . وقال بعضهم قوله : { وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ } أضاف الفعل إليه بقوله رميت وسلبه بقوله : { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ } فكأنه يقول : فإن كنت الرامى به ، فأنا قد توليت عليك فى رميك ، لأنك ما رميته بإياك لإياك بل رميته بنا لنا ، وكل من عمل بنا لنا فنحن متولو تقويمه فى وقت مباشرته ، والقائمون بقبوله المثنون عليه بذلك . قوله تعالى : { وَلِيُبْلِيَ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاۤءً حَسَناً } . سُئل الجنيد رحمة الله عليه عن هذه الآية فقال : البلاء الحسن أن يثبته عند الأمر ويحفظه عند النهى ، وينفرد به عند مشاهدة العين . وقال رويم : البلاء الحسن أن تكون رؤية الحق أسبق إليه من نزول البلاء ، فيمر به البلاء وهو لا يشعر لاستغراقه فى رؤية الحق . قال أبو عثمان : البلاء الحسن ما يورثك الصبر عليه والرضاء به . سمعت منصورًا يقول بإسناده عن جعفر بن محمد أنه قال : يفنيهم عن نفوسهم ، فإذا أفناهم عن نفوسهم ؛ كان هو عوضًا لهم عن نفوسهم .