Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 24-24)

Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى ذكره { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱسْتَجِيبُواْ للَّهِ وَلِلرَّسُولِ } [ الآية : 24 ] . قال الجنيد رحمة الله عليه فى كتاب " رواء التفريط " فى هذه الآية : قرع أسماع همومهم حلاوة الدعوة وتنسموا روح ما أدَّته إليهم الأفهام الظاهرة من الأدناس ، فأسرعوا إلى حذف العلائق المشغلة قلوب الواقفين معها ، وهجموا بالنفوس على معانقة الحذر ، وتجرعوا مرارة المكابدة وصدقوا الله فى المعاملة ، وأحسنوا الأدب فيما توجهوا إليه ، وهانت عليهم المصائب وعرفوا قدر ما يطلبون ؛ فاغتنموا سلامة الأوقات ، وسجنوا همومهم عن التلفت إلى مذكور سوى وليهم ، فيحيون حياة الأبد بالحق الذى لم يزل ولا يزال ، فهذا معنى قوله تعالى : { ٱسْتَجِيبُواْ للَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم } . وقال الواسطى رحمة الله عليه فى قوله : { إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ } . قال : حياة [ النفس ] تصفيتها من كل معلول لفظًا وفعلاً . وقال جعفر : أجيبوه إلى الطاعة لتحيا بها قلوبكم . وقال أيضًا : { إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ } قال : الحياة بالله هى الحياة وهى المعرفة ، كما قال الله { فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً } [ النحل : 97 ] . قال بعضهم : استجيبوا لله بسرائركم وللرسول بظواهركم ، إذا دعاكم لما يحييكم حياة النفوس بمتابعة الرسول ، وحياة القلب بمشاهدة الغيوب ، وهو الحياء من الله برؤية التقصير . قال ابن عطاء : الاستجابة على أربعة أوجه : أولها : إجابة التوحيد . والثانى : إجابة التحقيق . والثالث : إجابة التسليم . والرابع : إجابة التقريب . قوله تعالى : { وَاعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَقَلْبِهِ } [ الآية : 24 ] . وأنه قيل : { أَنَّ ٱللَّهَ } إشارة إلى قلوب أوليائه بأن الله يأخذها منهم ويحجبها لهم ويقلبها بصفاته ، كما قال النبى صلى الله عليه وسلم : " قلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء " . فيختمها بخاتم المعرفة ، ويطبعها بطابع الشوق . وسمعت النصرآباذى يقول : القلوب فى التقليب والنفوس فى التنقيل . وقيل : { يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَقَلْبِهِ } أى : عَقلهُ فى التقليب وفهمه عن الله خطابه . وقيل : يحول بين المؤمن والإيمان ، والكافر والكفر ، يردهما إلى ما سبق لهما منه فى الأزل .