Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 2-2)

Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ } [ الآية : 2 ] . قال أبو سعيد الخراز فى هذه الآية : هل رأيت ذلك الرجل عند سماع الذكر أو عند سماع كتابه ؟ وهل أخرسك سماع ذلك الذكر حتى لم تنطق إلا به ؟ وهل أصمك حتى لا تسمع إلا منه هيهات ؟ وقيل : المؤمن إذا سمع الذكر أو ذكر هو وَجِلَ قلبه أى : عاد القلب على اللسان بالذكر وعلى الآذن بسماع الذكر ، فاضطرب وهو الوجل الذى ذكره الله عز وجل . قال سهل فى قوله { وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ } قال : هاجت من خشية الفراق فخشعت الجوارح لله بالخدمة . قال الواسطى رحمة الله عليه : وجلت قلوبهم الوجل على مقدار مطالعته ، ربما يريه مواضع السطوة ، وربما يريه مواضع المودة والمحبة إن كان يريه التقريب والتبعيد . قال الجنيد رحمة الله عليه : وجلت قلوبهم من فوات الحق … وقال بعضهم : الوجل على مقدار المطالعات فإن طالع السطوة هابه ، وإن طالع المودة وَجِلَ قلبه مخافة فوته . وجملة ذلك من طالع التقريب بالتأديب وجل ، ومن طالع التهديد بالتبعيد وجل ومن طالعه مغيبًا عن شاهده قائمًا سرمده خاليًا من أزله وأبده ، فلا وجل حينئذ ولا اضطراب ولا تباعد ولا اقتراب ، فإنه تحقق بالذات ونسى الصفات وفنى من الذات بالذات ، كما هرب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصفات إلى الذات فقال : " أعوذ بك منك " . قوله عز وعلا : { وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً } [ الآية : 2 ] . قال بعضهم : أظهر عليهم بركة التلاوة وزيادة يقين فى بواطنهم ، وزيادة طاعة على ظاهرهم . وقال الجنيد رحمة الله عليه : { زَادَتْهُمْ إِيمَاناً } إذ لا سبيل إلى الوصول إلى الله إلا بالله . قال عمرو بن عثمان : الوجد الصحيح هو الذى يرى صاحبه زيادة ذلك فى أحواله وأفعاله وأقواله وأخلاقه ، لأن الله عز وجل يقول { وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً } .