Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 118-118)

Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ } [ الآية : 118 ] . قال أبو عثمان : من رجع إلى الله وإلى سبيله ، فلتكن صفة هذه الآية تضيق عليه الأرض ، حتى لا يجد لقدمه فيها موضع قرار إلا وهو خائف ، إن الله ينتقم منه فيه وتضيق عليه أحوال نفسه فينتظر الهلاك مع كل نفس هذه أوائل دلائل التوبة النصوح ، ولا يكون له ملجأ ولا معاد ولا رجوع إلا إلى ربه ، بانقطاع قلبه عن كل سبب قال الله تعالى : { وَعَلَى ٱلثَّلاَثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ } . قوله تعالى : { وَظَنُّوۤاْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ } . قال بعضهم : لم يعتمدوا حبيبًا ولا خليلاً بل قلوبهم منقطعة عن الخلق أجمع وعن الأكوان كلها ، لذلك قيل : المعارف أن لا تلاحظ حبيبًا ولا خليلاً ولا كليمًا وأنت تجد إلى ملاحظة الحق سبيلاً . قال الجنيد رحمة الله عليه : ما نجا من نجا إلا بصدق اللجأ . قوله تعالى : { ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوۤاْ } . قال أحمد بن خضرويه لأبي يزيد رحمة الله عليه : بماذا أصل التوبة النصوح قال : بالله وبتوفيقه ، ثم تاب عليهم ليتوبوا . قال بعضهم : عطف عليهم ببوادى عطفه ونعمه وفضله فألفوا إحسانه ورجعوا إليه فكان هو الذى أخذهم إلى نفسه ، لا هم بأنفسهم رجعوا إليه . قال ابن عطاء : تعطف الرب على خلقه ولم يتعطف العبد إلى الله الطاعة .