Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 40-40)
Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي ٱلْغَارِ } [ الآية : 40 ] . قوله : { قَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ } حيث أغناه عن نصرتكم بقوله : { وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ } [ المائدة : 67 ] . فمن كان فى ميدان العصمة ، كان مستغنيًا عن نصرة المخلوقين ، ألا ترى أنه لما اشتد الأمر كيف قال : " بك أصول فإنك النصار والمعين " . وقال ابن عطاء فى قوله : { ثَانِيَ ٱثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي ٱلْغَارِ } قال : فى محل القرب فى كهف الأنوار فى الأزل . قال فى قوله : { لاَ تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا } قال : ليس من حكم من كان الله معه أن يحزن . وقال الشبلى : { ثَانِيَ ٱثْنَيْنِ } بشخصه مع صاحبه ، وواحد الواحد بقلبه مع سيده وقيل فى قوله : { إِذْ أَخْرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } : قال : الذين جحدوا نعمة الله عليهم به وبمكانه . قال ابن عطاء فى قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا } . قال : معناه فى الأزل ، حيث وصل بيننا وصلة الصحبة ولم ينفصل . وقال بعضهم فى قوله : { لاَ تَحْزَنْ } قال : كان حزن أبى بكر إشفاقًا على النبى صلى الله عليه وسلم وقيل : شفقة على الإسلام أن يقع فيه وهن . وقال فارس : إنما نهى عن الحزن لأن الحزن علة وإنما هو تعريف أن الحزن لا يحل بمثله ، لأنه فى محل القربة وقيل فى قوله : { إِذْ هُمَا فِي ٱلْغَارِ } قال : أخرجهما غيرة مما كانوا يرونه من مخالفات الحق ، فأخرجتهما الغيرة إلى الغار ، فغار عليهم الحق فسترهما عن أعين الخلق لأنهم كانوا فى مشاهدته يشهدهم ويشهدونه ، ألا تراه صلى الله عليه وسلم كيف يقول لأبى بكر رضى الله عنه : " ما ظنك باثنين الله ثالثهما " مشاهدًا لهما وعونًا وناصرًا . قوله تعالى : { فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا } [ الآية : 40 ] . قال بعضهم : السكينة نزلت على أبى بكر فثبت ، وزال عن قلبه ما كان يجده من الوجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال بعضهم : السكينة لأبى بكر ما ظهر له على لسان المصطفى صلى الله عليه وسلم من قوله : " ما ظنك باثنين الله ثالثهما " . قال بعضهم : السكينة : سكون القلب إلى ما يبدو من مجارى الأقدار . قال جعفر : فى قوله : { وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا } . قال : تلك الجنود اليقين والثقة بالله عز وجل والتوكل . قال بعضهم : السكينة هى التثبت ، ولا يتم التثبت إلا بالقطع عما سواه .