Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 92, Ayat: 4-4)

Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

سمعت منصور بن عبد الله يقول : سمعت أبا القاسم يقول : قال ابن عطاء : هذه الآية تدل على أن من الناس من يكون سعيه بقوله وفعله ، ومنهم من يكون سعيه بنيته دون قوله وفعله ، ومنهم من يكون سعيه بنيته وقلبه وفعله ، ومنهم من يكون سعيه فى طلب الدنيا ، ومنهم من يكون سعيه فى طلب الآخرة ومنهم من يكون سعيه لوجهه لا للدنيا ولا للآخرة . وأدون الناس سعيًا من سعى لهذه الفانية ، وأعظمهم همة من سعى لوجهه فذاك الذى لا يغيب سعيه ولا يبطله عمله . سمعت الحسين بن يحيى يقول : قال : أبو عبد الله النهروانى : إذا أبغض الله عبدًا أعطاه ثلاثة ومنعه ثلاثًا يحبب إليه الصالحين ويمنعه القبول منهم ويحبب إليه الأعمال ويمنعه الإخلاص ، ويجرى على لسانه الحكمة ويمنعه الصدق فيها . قال ابن عطاء رحمه الله : باطن هذه الآية أن يرى سعيه قسمة من الحق له من قبل التكوين ، والتخليق لقوله : { نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ } [ الزخرف : 32 ] وإن السعى مراتب كمراتب المتصلين بالسلطان . والواصلين إليه ، والندماء ، والجلساء ، وأصحاب الأسرار كذلك سعى المريدين ، والمرادين ، والعارفين ، والمحبين ، والمشتاقين ، والواصلين والفانين عن أوصافهم ، والمتصفين بأوصاف الحق هذا إلى ما لا عبارة له ولا غاية ، إن سعيكم لشتى .