Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 98, Ayat: 5-5)
Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَمَآ أُمِرُوۤاْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ } [ الآية : 5 ] . قال سهل : الإخلاص هو الإجابة فمن لم يكن له إجابة فلا إخلاص له ، وقال : لا يكمل للعبد شىء حتى يوصل عمله بالخشية وفعله بالورع ، وورعه بالإخلاص ، وإخلاصه بالمشاهدة ، والمشاهدة بالتبرى عما سواه قال : نظر الأكياس فى الإخلاص فلم يجدوا شيئًا غير هذا أن تكون حركاته وسكونه فى سره وعلانيته لله ، وحده لا شريك له لا يمازجه شىء ولا نفس ، والإخلاص على ثلاثة معانٍ : اخلاص العبادة لله ، وإخلاص العمل لله ، وإخلاص القلب لله . وقال القاسم فى قوله : { وَمَآ أُمِرُوۤاْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ ٱللَّهَ … } الآية قال : هو أن لا ترجع مما لله إلى حظ نفسك إلا على حسب القوام . وقال ابن منصور : الإخلاص تصفية العمل من شوائب الكدر . وقال بعضهم : الإخلاص باطن والخشوع ظاهر . وقال بعضهم : الإخلاص أن لا يطلع على عملك إلا الله ولا ترى نفسك فيه ، وتعلم أن المنة لله عليك فى ذلك حيث أهَّلك لعبادته ، ووفقك لها ولا تطلب من الله ثوابًا . وقال ذو النون : الإخلاص لا يتم إلاَّ بالصدق ، والصبر عليه والصدق لا يتم إلاَّ بالإخلاص فيه ، والمداومة عليه . سمعت محمد بن عبد الله يقول : سمعت أبا عثمان الآدمى يقول : سمعت أبا القاسم يقول : سمعت إبراهيم الخواص يقول : النفس صنم والروح شريكه فمن عبد النفس فهو يعبد الصنم ومن عبد الله بالإخلاص فهو الذى قهر نفسه . سمعت أبا الفضل نصر بن محمد يقول : أخبرنى جعفر بن محمد قال : سألت الجنيد عن الصدق ، والإخلاص أهما أو بينهما فرق ؟ قال : فرق وحال . قلت : ما الفرق وما الحال ؟ قال : الصدق أصل هو الأول والإخلاص فرع وهو تابع ، والصدق أصل كل شىء والإخلاص لا يكون إلا بعد الدخول فى الأمان ثم قال : ها هنا حال إخلاص ومخالصة فى الإخلاص وخالصه . كأسه فى المخالصة ، قيل له : فالصدق ما هو ؟ قال : هو تجرى مع موافقة الله فى كل موطن فالصدق غير مفارق للعبد ، والإخلاص فإنما يكون فى فعل وذلك قوله : { وَمَآ أُمِرُوۤاْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ } . إنما هو العقل . سمعت عبد الله يقول : سمعت العباس بن يوسف الشبلى يقول : سمعت ابن العزجى يقول : الإخلاص فيه ثلاثة أقوال : أولها : صدق القلب فى طلب الثواب للأعمال والهرب منها من العقاب ، والثانى : الإرادة للأعمال بالخروج من كل شبهة ، والثالث : لا يحب حمد المخلوقين ولا ذمهم ، ولا ما فى أيديهم . وقال أبو يعقوب السوسى : الإخلاص إفراد الله بالأعمال الصالحة .