Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 3-3)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لا يحتاج فِعْله إلى مُدّةٍ ، وكيف ذلك ومن جملة أفعاله الزمان والمدة ؟ فَخَلَقَ السماوات والأرضَ في ستة أيام ، وتلك الأيام أيضاً من جملة ما خَلَق الله سبحانه وتعالى . { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } أي تَوَحَّدَ بجلال الكبرياء بوصف الملكوت . وملوكنا إذا أرادوا التجلّي والظهورَ للحَشَم والرعية برزوا لهم على سرير مُلْكِهم في ألوان مشاهدهم . فأخبر الحقُّ - سبحانَه - بما يَقْرُب من فَهْم الخلْقِ ما ألقى إليهم من هذه الجملة : استوى على العرش ، ومعناه اتصافه بعز الصمدية وجلال الأحدية ، وانفراده بنعت الجبروت وعلاء الربوبية ، تقدَّس الجبَّارُ عن الأقطار ، والمعبودُ عن الحدود . { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ } : أي الحادثاتُ صادرةٌ عن تقديره ، وحاصلةٌ بتدبيره ، فلا شريكَ يعضده ، وما قضى فلا أحد يردُّه . { مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ } : هو الذي يُنْطِقُ مَنْ يخاطبه ، وهو الذي يخلق ما يشاء على من يشاء إذا التمس يُطالِبهُ . { ذٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ } : تعريف وقوله : { فَٱعْبُدُوهُ } : تكليف ؛ فحصولُ التعريف بتحقيقه ، والوصولُ إلى ما وَرَدَ به التكليف بتوفيقه .