Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 6-6)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله جلّ ذكره : { وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا } . أراح القلوبَ من حيرة التقسيم ، والأفكارَ من نَصَبِ التفكير في باب الرزق حيث قال : { إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا } فَسكَنَتْ القلوبُ لمَّا تَحَقَّقَتْ أنَّ الرزقَ على الله . ويقال إذا كان الرزق على الله فصاحبُ الحانوتِ في غَلَطٍ من حسبانه . ثم إن اللَّهَ سبحانه بيَّنَ أَنَّ الرزقَ الذي " عليه " ما حالُه فقال : { وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ } [ الذاريات : 22 ] ، وما كان في السماءِ لا يوجد في السوق ، ولا في التَّطواف في الغرب والشرق . ويقال الأرزاق مختلفة فَرِزْقُ كل حيوانٍ على ما يليق بصفته . ويقال للنفوسِ رزقٌ هو غذاءٌ طريقُه الخْلقُ ، وللقلوب رزق وهو ضياءٌ مُوجِدُهُ الحق . ويقال لم يقل ما يشتهيه أو مقدار ما يكفيه بل هو موكولٌ إلى مشيئته ؛ فَمِنْ مُوَسَّعٍ عليه ومِنْ مُقَتَّرٍ . قوله جلّ ذكره : { وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } . قيل أراد به أصلابَ الآباءِ وأرحامَ الأمهات ، أو الدنيا والآخرة . ويقال مُسْتَقرُّ المريدِ ببابِ شيخِه كمستقرِّ الصبي بباب والديه ، ويقال مستقر العابدين المساجد ، ومستقر العارفين المَشَاهد ، فالمساجِدُ مستقرُّ نفوسِ العابدين ، والمشاهِدُ مُسْتَقَرُّ قلوب العارفين . ويقال مستقرُّ المحب رأسُ سِكَّةِ محبوبِه لعلَّه يشهده عند عبوره . ويقال المساجِدُ للعابدين مستقرُّ القَدَم ، والمشاهِدُ للعارفين مستقرُّ الهِمَم ، والفقراء مستقرهم سُدَّةُ الكَرَم . ويقال الكلُّ له مثوىً ومستقر ، أما الموحِّد فإنه مأوى له ولا مستقر ولا مثوى ولا منزل . ويقال النفوس مستودَعُ التوفيق من الله ، والقلوبُ مستودعُ التحقيق من قِبَلِ الله . ويقال القلوبُ مستودعُ المعرفة ؛ فالمعرفة وديعة فيها ، والأرواح مستودع المحبة فالمحابُ ودائع فيها . والأسرار مستودع المشاهدات فالمشاهدات ودائع فيها .