Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 113, Ayat: 1-5)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله جل ذكره : { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلْفَلَقِ } . أي امتنع واعتصم بربِّ الفَلَقَ . والفلقُ الصُّبْحُ . ويقال : هو الخَلْقُ كلُّهم وقيل الفَلَقُ وادٍ في جهنم . { مِن شَرِّ مَا خَلَقَ } . أي من الشرور كلِّها . { وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } . قيل : الليلُ إذا دخَلَ . وفي خبرٍ ، أنه صلى الله عليه وسلم أخذ بيد عائشة ونَظَرَ إلى القمر فقال : " يا عائشة ، تَعَوَّذِي بالله من شرِّ هذا فإنه الغاسقُ إذا وقب " . { وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّاثَاتِ فِي ٱلْعُقَدِ } . وهن السواحر اللواتي ينفخن في عُقَد الخيط ( عند الرُّقية ) ويوهمنَّ إدخال الضرْرِ بذلك . { وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } . والحَسَدُ شرُّ الأخلاق . وفي السورة تعليمُ استدفاع الشرور من الله . ومَنْ صَحَّ توكُّلُه على الله فهو الذي صحَّ تحقُّقُه بالله ، فإذا توكَّلَ لم يُوَفِّقْه اللَّهُ للتوكُّلِ إلاَّ والمعلومُ من حاله أنه يكفيه ما توكَّلَ به عليه ؛ وإنَّ العبدَ به حاجةٌ إلى دَفْعِ البلاء عنه - فإن أخَذَ في التحرُّز من تدبيره وحَوْله وقُوَّته ، وفَهْمِه وبصيرته في كلِّ وقتٍ استراح من تعب تردُّدِ القلبِ في التدبير ، وعن قريبٍ يُرَقَّى إلى حالة الرضا … كُفِيَ مُرَادَه أم لا . وعند ذلك الملك الأعظم ، فهو بظاهره لا يفتر عن الاستعاذه ، وبقلبه لا يخلو من التسليم والرضا .