Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 114, Ayat: 1-6)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله جل ذكره : { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ } . أعتصِمْ بربِّ الناسِ خالقِهِم وسيَّدِهم . { مَلِكِ ٱلنَّاسِ } . أي مالكهم جميعهم . { إِلَـٰهِ ٱلنَّاسِ } . القادِر على إيجادهم . { مِن شَرِّ ٱلْوَسْوَاسِ ٱلْخَنَّاسِ } . من حديثِ النَّفْسِ بما هو كالصوتِ الخفيِّ . ويقال : مِنْ شرِّ الوسواس . ويقال : من شرِّ الوسوسة التي تكون بين الجِنَّةِ والناس . " والخنَّاس " الذي يغيب ويخنس عن ذِكْرِ الله . وهو من أوصاف الشيطان . { ٱلَّذِى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ ٱلنَّاسِ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ } . قيل : " الناس " يقع لفظها على الجنِّ والإنْسِ جميعاً - كما قال تعالى : { وَإِذْ صَرَفْنَآ إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ ٱلْجِنِّ } [ الأحقاف : 29 ] فسمَّاهم نفراً ، وكما قال : { يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ ٱلْجِنِّ } [ الجن : 6 ] فسمَّاهم رجالاً … فعلى هذا استعاذ من الشيطان الذي يوسوس في صدور الناس ، والشيطانُ الذي له تسلُّطٌ على الناسِ كالوسواس ؛ فللنَّفْس من قِبَلِ العبد هواجسُ ، وهواجِسُ النَّفْسِ ووساوسُ الشيطانِ يتقاربان ؛ إذ إن يدعو إلى متابعة الشهوة أو الضلالة في الدين أو إلى ارتكاب المعصية ، أو إلى الخصال الذميمة - فهو نتيجة الوساوس والهواجس . وبالعلم يُمَيَّزُ بين الإلهام وبين الخواطِر الصحيحة وبين الوساوس . ( ومما تجب معرفته ) أن الشيطان إذا دعا إلى محظورٍ فإن خالَفْتَه يَدَعْ ذلك ( ثم ) يدعوك إلى معصيةٍ أخرى ؛ إذ لا غََرَضَ له إلا الإقامة على دعائك ( … ) غير مختلفة .