Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 6-6)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله جلّ ذكره : { وَكَذٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ ٱلأَحَادِيثِ } . أي كما أمرك بهذه الرؤيا التي أَرَاكَها يجتبيك ويُحْسِنُ إليك بتحقيق هذه الرؤيا ، وكما أكرمك بوعد النعمة أكرمك بتحقيقها . ويقال الاجتباء ما ليس للمخلوق فيه أثر ، فما يحصل للعبد من الخيرات - لا بتكلفه ولا بتعمده - فهو قضية الاجتباء . ويقال من الاجتباء المذكور أَنْ عَصَمَه عن ارتكاب ما راودته امرأة العزيز عن نفسه . ويقال من قضية الاجتباء إسباله الستر على فعل إخوته حيث قال : { وَقَدْ أَحْسَنَ بَيۤ إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ ٱلسِّجْنِ } [ يوسف : 100 ] ، ولم يذكر خلاصَه من البئر ومن قضية الاجتباء توفيقه لسرعة العفو عن إخوته حيث قال : { لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ } [ يوسف : 92 ] . قوله جلّ ذكره : { وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ ٱلأَحَادِيثِ } . أي لتعرِفَ قَدْرَ كلِّ أحد ، وتقفَ على مقدار كلِّ قائلٍ بما تسمع من حديثه … لا مِنْ قوله بل لِحدَّةِ كياستك وفَرْطِ فراستك . قوله جلّ ذكره : { وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ ءَالِ يَعْقُوبَ كَمَآ أَتَمَّهَآ عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } . مِنْ إتمامِ النعمة توفيقُ الشكر على النعمة ، ومن إتمام النعمة صَوْنُها عن السَّلبِ والتغيير ، ومن إتمام النعمة التَّحرز منها حتى تَسْهُلَ عليكَ السماحةُ بها .