Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 41-41)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

في التفاسير : بموت العَلماء ، وفي كلام أهل المعرفة بموت الأولياء ، الذين إذا أصاب الناسَ بلاءٌ ومحنةٌ فزعوا إليهم فيدعون الله ليكشف البلاَءَ عنهم . ويقال هو ذهاب أهل المعرفة حتى إذا جاء مسترشِدٌ في طريق الله لم يجد مَنْ يهديه إلى الله . ويقال : في كل زمان لسانٌ ينطق عن الحقِّ سبحانه , فإذا وَقَعَتْ فترةٌ سكنَ ذلك اللسانُ - وهذا هو النقصان في الأطراف الذي تشير إليه الآية , وأنشد بعضهم : @ طوى العصران ما نشراه مني وأبلى جدتي نشرٌ وطيُّ أراني كلَّ يومٍ في انتقاصٍ ولا يبقى مع النقصان شيءُ @@ ويقال ينقصها مِنْ أطرافها أي بفتح المدائن وأطراف ديار الكفار ، وانتشار الإسلام ، قال تعالى : { لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ } [ الفتح : 28 ] . ويقال ينقصها من أطرافها بخرابِ البلدان ، قال تعالى : { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ } [ القصص : 88 ] وقال : { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ } [ الرحمن : 26 ] فموعودُ الحقِّ خرابُ العَالَمِ وفناءُ أهلِه ، ووعدُه حقٌّ لأن كلامَه صِدْقٌ ، واللَّهُ يحكم لا مُعَقِّبَ لِحُكمِه ، ولا ناقِضَ لما أبرمه ، ولا مُبْرِمَ لِمَا نَقَضَه ، ولا قابل لِمَنْ رَدَّه ، ولا رادَّ لِمَنْ قَبِلَه ولا مُعِزَّ لِمَنْ أهانه ، ولا مُذِلَّ لمن أعَزَّه . { وَهُوَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } [ الرعد : 41 ] : لأن ما هو آتٍ فقريب . ويقال { سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } [ الرعد : 41 ] في الدنيا ؛ لأَنَّ الأولياءَ إذا ألموا بشيءٍ ، أو هَمُّوا لمزجورٍ عُوتِبُوا في الوقت ، وطولِبوا بِحُسْنِ الرُّجعي .