Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 73-77)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
باتوا في حبور وسرور ، وأصبحوا في محنة وثبور ، وخرَّت عليهم سقوفُهم ، وجعلنا مُدَتَهم ومنازِلهم عاليَها سافِلَها ، وأمطرنا عليهم من العقوبة ما لم يُبْقِ عيناً ولا أَثَراً ، إنَّ في ذلك لَعِبْرة لمن اعتبر ، ودلالةً ظاهرة لمن استبصر ، { وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ } لِمَنْ شاءَ أن يَعْتَبِرْ . قوله جلّ ذكره : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ } . جاء في التفسير " المتفرسين " ، والفراسةُ خاطرٌ يحصل من غير أن يعارضه ما يخالفه عند ظهورِ برهانٍ عليه ، فيخرج من القلب عين ما يقع لصاحب الفراسة . مشتق من فريسة الأسد إذ لفريسته يقهر . والحق - سبحانه - يُطْلِعُ أولياءه على ما خفي على غيرهم . وصاحب الفراسة لا يكون بشرط التفرس في جميع الأشياء وفي جميع الأوقات ؛ بل يجوز أن تُسَدَّ عليه عيونُ الفراسة في بعض الأوقات كالأنبياء عليهم السلام ؛ فَنِبِيُّنا - صلى الله عليه وسلم - كان يقول لعائشة - رضي الله عنها - في زمان الإفك : " إنْ كُنْتِ فعلتِ فتوبى إلى الله " وكإبراهيم ولوط - عليهما السلام - لم يعرفا الرسل .