Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 88-88)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله جلّ ذكره : { لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ } . لم يُسَلِّمْ له إشباع النظر إلى زَهْرَة الدنيا وزينتِها . ويقال غار على عينيه - صلى الله عليه وسلم - أن يستعملَها في النظر إلى المخلوقات . ويقال أَدَّبَه اللَّهُ - سبحانه - بهذا التأديب حتى لا يُعِيرَ طَرْفَه من حيث الاستئناس به . ويقال أمره بحفظ الوفاء لأنه لمَّا لم يكن اليومَ سبيلٌ لأحد إلى رؤيته ، فلا تمدن عينيك إلى ملاحظة شيء من جملة ما خوَّلْناهم ، كما قال بعضهم : @ لمَّا تَيَقَّنْتُ أني لسْتُ أبصركم أغمضتُ عيني فلم أنظر إلى أحد @@ ويقال شَتَّانَ بينه وبين موسى - عليه السلام ! قال له : { لَن تَرَانِي وَلَـٰكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ } [ الأعراف : 143 ] ، ونبينا - صلى الله عليه وسلم - مَنَعَه من النظر إلى المخلوقات بوصفٍ هو تمام النظر فقال : { وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ } [ طه : 131 ] . ويقال إذا لم يسلم له إشباع النظر بظاهره إلى الدنيا فكيف يسلم له السكون بقلبه إلى غير الله ؟ ! ويقال لما أُمِرَ بِغَضِّ بَصَرِه عما يتمتُّع به الكفارُ في الدنيا تَأَدَّبَ - عليه السلام - فلم ينظرْ ليلةَ المعراج إلى شيءٍ مما رأى في الآخرة ، فأثنى عليه الحقُّ بقوله : { مَا زَاغَ ٱلْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ } [ النجم : 17 ] وكان يقول لكل شيءٍ رآه " التحيات لله " أي المُلْكُ لله . قوله جلّ ذكره : { وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ } . أدّبه حتى لا يتغير بصفة أحد ، وهذه حال التمكين . قوله جلّ ذكره : { وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ } . أي أَلِنْ لهم جانبَكَ . وكان عليه السلام إذا استعانت به الوليدة في الشافعة إلى مواليها يمضي معها … إلى غير ذلك من حسن خُلُق - صلوات الله عليه - وكان في الخبر إنه كان يخدم بيته وكان في ( مهنة ) أهله . وتولَّى خدمة الوفد ، وكان يقول ؛ " سيدُ القومِ خادمُهم " .