Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 126-126)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

إذا جرى عليكم ظُلُمٌ من غيرَكم وأردتم الانتقامَ … فلا تتجاوزُوا حَدَّ الإذنِ بما هو في حكم الشرع . { وَلَئِن صَبَرْتُمْ } : فتركتم الانتصافَ لأِجْلِ مولاكم فهو خيرُ لكم إِنْ فَعَلْتُمْ ذلك . والأسبابُ التي قد يترك لأجلها المرءُ الانتصافَ مختلفة ؛ فمنهم من يترك ذلك طمعاً في الثواب غداً فإنه أوفر وأكثر ، ومنهم من يترك ذلك طمعاً في أن يتكفَّل اللَّهُ بخصومه ، ومنهم من يترك ذلك لأنه مُكْتَفٍ بعلم الله تعالى بما يجري عليه ، ومنهم من يترك ذلك لِكَرَم نَفسِه ، وتَحرُّرِه عن الأخطار ولاستحبابه العفوَ عند الظَّفَرِ ، ومنهم مَنْ لا يرى لنفسه حقاً ، ولا يعتقد أَنَّ لأحدٍ هذا الحق فهو على عقد إرادته بِتَرْكِ نَفْسِه ؛ فمِلْكُه مُبَاحٌ ودَمَهُ هَدَر . ومنهم من ينظرإلى خصمه - أي المتسلط عليه - على أنَّ فِعْلَه جزاءٌ على ما عمله هو من مخالفة أمر الله ، قال تعالى : { وَمَآ أَصَـٰبَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ } [ الشورى : 30 ] فاشتغاله باستغفاره عن جُرْمِه يمنعه عن انتصافه من خصمه .