Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 13-14)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله جلّ ذكره : { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نبَأَهُم بِٱلْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُواْ بِرَبِّهِمْ } . لمَّا كانوا مأخوذين عنهم تولَّى الحق - سبحانه - أَنْ قصَّ عنهم ، وفَرْقٌ بين من كان عن نفسه وأوصافه قاصاً ؛ لبقائه في شاهده وكونه غيرَ منتفٍ بجملته … وبين من كان موصوفاً بواسطة غيره ؛ لفنائه عنه وامتحائه منه وقيام غيره عنه . ويقال لا تُسَمعُ قصةُ الأحباب أعلى وأَجَلّ مما تُسْمعُ من الأحباب ، قال عزَّ من قائل : { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ } ، وأنشدوا : @ وحَدَّثْتَنِي يا سَعْدُ عنها فَزِدْتني حنيناً فَزِدْني من حديثكَ يا سعدُ @@ قوله : { إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُواْ بِرَبِّهِمْ } : يقال إنهم فتية لأنهم آمنوا - على الوهلة - بربِّهم ، آمنوا من غير مهلة ، لمَّا أتتهم دواعي الوصلة . ويقال فتية لأنهم قاموا لله ، وما استقروا حتى وصلوا إلى الله . قوله جلّ ذكره : { وَزِدْنَاهُمْ هُدًى وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } . لاَطفهم بإحضارهم ، ثم كاشفهم في أسرارهم ، بما زاد من أنوارهم ، فلقَّاهم أولاً التبيين ، ثم رقّاهم عن ذلك باليقين . { وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } : بزيادة اليقين حتى متع نهار معارفهم ، واستضاءت شموسُ تقديرهم ، ولم يَبْقَ للتردد مجالٌ في خواطرهم ، و ( … ) في التجريد أسرارهم ، وتَمَّتْ سكينةُ قلوبهم . ويقال : { وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } : بأن أفنيناهم عن الأغيار ، وأغنيناهم عن التفكُّر بما أوليناهم من أنوار التبصُّر . ويقال ربطنا على قلوبهم بما أسكَنَّا فيها من شواهِدِ الغيب ، فلم تسنح فيها هواجسُ التخمين ولا وساوس الشياطين . قوله جلّ ذكره : { إِذْ قَامُواْ فَقَالُواْ رَبُّنَا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } . قاموا لله بالله ، ومَنْ قام بالله فُقِدَ عمَّا سوى الله . ويقال من قام لله لم يقعد حتى يصلَ إلى الله . ويقال قعدت عنهم الشهوات فَصَحَّ قيامُهم بالله . قوله جلّ ذكره : { لَن نَّدْعُوَاْ مِن دُونِهِ إِلـٰهاً لَّقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً } . مَنْ أحال الشيءَ على الحوادثِ فقد أشرك بالله ، ومَنْ قال إِنَّ الحوادث من غير الله فقد اتخذ إلهاً مِنْ دون الله .