Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 30-31)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أهلُ الجنة طابتْ لهم حدائقُها ، وأهلُ النار أَحَاط بهم سُرادِقُها . والحقُّ - سبحانه - مُنَزَّهٌ عَنْ أَنْ يعودَ إليه من تعذيبِ هؤلاء عائدة ولا من تنعيم هؤلاء فائدةٌ … جَلَّتْ الأحديةُ ، وتَقَدَّسَتْ الصمدية ! ومَنْ وقَعَتْ عليه غَبَرَةٌ في طريقنا لم تَقَعَ عليه قَتَرَةُ فراقنا ، ومَنْ خطا خطوةً إلينا وَجَدَ حظوةً لدينا ، ومَنْ نَقَلَ قَدَمَه نحونا غفرنا له ما قَدَّمَه ، ومَنْ رَفَعَ إلينا يَدَاً أَجْزَلْنا له رَغَداً ، ومَنْ التجأ إلى سُدَّةِ كَرَمِنا آويناه في ظِلِّ نِعَمِنا ، ومن شكا فينا غليلاً مَهَّدْنا له - في دار فضلنا - مقيلاً . { أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً } : العملُ أحسنُه ما كان مضبوطاً بشرائط الإخلاص . ويقال : { مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً } بأن غاب عن رؤية إحسانه . ويقال مَنْ جَرَّدّ قَصْدَه عن كلِّ حظٍّ ونصيب . ويقال الإحسان في العمل ألا ترى قضاء حاجتك إلا في فَضلِه ، إذا أخلصتَ في تَوسِلكَ إليه بفضله ، وتوصُّلِكَ إلى ما مَوَّلَكَ من طَوْلِهِ بِتَبرِّيكَ عن حَوْلِكَ وقُوَّتِك استوجبتَ حُسْنَ إقباله ، وجزيل نواله . قوله { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ ٱلأَنْهَارُ } أولئك هم أصحابُ الجنان ، في رَغَدِ العيش وسعادة الجَد وكمال الرِّفد ، يلبسون حُلَلَ الوُصلة ، ويُتَوَّجُون بتاج القرُبة ، ويُحْمَلون على المباسط ، ويَتَّكِئون على الأرائك ، ويشمون رياحينَ الأُنس ، ويقيمون في مجال الزُّلفة ، ويُسْقَوْنَ شرابَ المحبة ، ويأخَذُون بِيَدِ الزلفة ما يتحفهم الحقُّ به من غير واسطة ، ويسقيهم شراباً طهوراً يُطَهِّر قلوبَهم عن محبة كلِّ مخلوقٍ . { نِعْمَ ٱلثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً } : نِعْم الثوابُ ثوابُهم ، ونعم الربُّ ربُّهم ، ونعم الدارُ دارُهم ، ونعم الجارُ جارُهم ، ونعم الحالُ حالُهم .