Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 46-46)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله جلّ ذكره : { ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } . مَنْ اعتضد بعتاده ، واغترَّ بأولاده ، ونَسِيَ مولاه في أوان غَفَلاَتِهِ … خَسِرَ في حاله ، ونَدِمّ على ما فاته في مآله . ويقال زينةُ أهل الغفلة في الدنيا بالمال والبنين ، وزينة أهل الوصلة بالأعمال واليقين … فهؤلاء رُتَبُهم لظواهرهم … وهؤلاء زينتهم لعبوديته ، وأفتخارهم بمعرفة ربوبيته . ويقال ما كان للنَّفْس فيه حُظُّ فهو من زينة الحياة الدنيا ، ويدخل في ذلك الجاهُ وقبول المدح ، وكذلك تدخل فيه جميع المألوفات والمعهودات على اختلافها وتفاوتها . ويقال ما كان للإنسان فيه شِرْبٌ ونصيبٌ فهو معلول : إن شئت في عاجله وإن شئت في آجله . قوله جلّ ذكره : { وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً } . وهي الأعمال التي بشواهد الإخلاص والصدق . ويقال : { وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ } : ما كان خالصاً لله تعالى غيرَ مُشوب بطمعٍ ، ولا مصحوبٍ بِغَرَضٍ . ويقال : { وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ } : ما يلوح في السرائر من تحلية العبد بالنعوت ، ويفوح نَشْرُه في سماءِ الملكوت . ويقال هي التي سبقت من الغيب لهم بالقربة وشريف الزلفة . ويقال هي ضياءُ شموسِ التوحيد المستكِنِّ في السرائر مما لا يتعرَّضُ لكسوف الحجبة .