Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 7-7)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله جلّ ذكره : { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى ٱلأَرْضِ زِينَةً لَّهَا } . ما على الأرض زينة لها تُدْرَكُ بالأبصار ، وممن على الأرض من هو زينة لها يُعْرَفُ بالأسرار . وإنَّ قيمةَ الأوطانِ لقُطَّانها ، وزينة المساكن في سُكَّانها . ويقال العُبَّاد بهم زينة الدنيا ، وأهلُ المعرفة بهم زينة الجنة . ويقال الأولياءُ زينةُ الأرض وهم أَمانُ مَنْ في الأرض . ويقال إذا تلألأت أنوار التوحيد في أسرار الموحدين أشرقت جميع الآفاق بضيائهم . قوله جلّ ذكره : { لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُم أَحْسَنُ عَمَلاً } . أحسنهم عملاً أصدقهم نِيَّة ، وأخلصهم طوية . ويقال أحسنهم عملاً أكثرهم احتساباً ؛ إذ لا ثوابَ لمن لا حسبة له ، أعلى من هذا بل وأَوْلى من هذا فأحسنهم عملاً أشدُّهم استصغاراً لفعله ، وأكثرهم استحقاراً لطاعته ؛ لشدة رؤيته لتقصير فيما يعمله ، ولانتقاصه أفعاله في جنب ما يستوجبه الحقُّ بحقِّ أمره . ويقال أحسنُ أعمال المرءِ نَظَرُه إلى أعماله بعين الاستحقار والاستصغار ، لقول الشاعر : @ وأكبرهُ من فِعْله وأعظمُه تصغيرُه فِعْلَه الذي فَعَله @@ معناه : أكبرُ مِنْ فعلِه - الذي هو عطاؤه وبَذْلُه - تقليلُه واستصغارُه لِمَا يُعْطِيه ويجود به .