Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 11-12)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الإشارة منها : أنه إذا دعاهم واعظ في قلوبهم من خفي خواطرهم إلى ما فيه رشدهم تتبعوا رخص التأويل ، ولبَّسوا على أنفسهم ما يشهد بقساوة قلوبهم ، وحين جحدوا برهان الحق من خواطر قلوبهم نزع الله البركة من أحوالهم ، وأبدلهم تصامُماً عن الحق ، وابتلاهم بالاعتراض على الطريقة وسلبهم الإِيمان بها . وكما أن المرتد أشد على المسلمين عداوة كذلك من رجع عن الإرادة إلى الدنيا والعادة فهو أشد الناس إنكاراً لهذه الطريقة ، وأبعد من أهلها ، وفي المَثَل : من اخترق كُدسه تمنى أن يقع بجميع الناس ما أصابه . وإرفاق المرتدين عن طريق الإرادة - عند الصادقين منهم - غير مقبول كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقبل زكاة ثعلبة . ويقال كفى لصاحب الكذب فضيحة بأن يقال له في وجهه كذبتَ ، فهم لمَّا قالوا إنما نحن مصلحون ، أكذبهم الحق سبحانه فقال : { أَلاۤ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لاَّ يَشْعُرُونَ } : إنَّا نَعْلَمُهم فَنَفْضَحُهم .