Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 85-85)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله جلّ ذكره : { ثُمَّ أَنْتُمْ هَـٰؤُلاۤءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنْكُمْ مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِٱلإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } . … أضرابكم وقرنائكم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان ، الإشارة فيه أن نصرتكم لإخوانكم على ما فيه بلاؤهم نصرة عليهم بما فيه شقاؤهم ، فالأخلاء يومئذٍ بعضهم لبعض عدو . قوله جلّ ذكره : { وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ ٱلْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ } . أي كما تراعون - بالفداء عنهم - حقوقهم ، فكذلك يُفْتَرَضُ عليكم كَفُّ أيديكم عنهم ، وتَرْكُ إزعاجهم عن أوطانهم ، فإذا قُمتم ببعض ما يجب عليكم فما الذي يقعدكم عن الباقي ، حتى تقوموا به كما أُمِرْتُم ؟ أما علمتم أن مَنْ فَرّقَ بين ما أُمِرَ به فآمن ببعضٍ وكَفَرَ ببعضٍ فقط حبط - بما ضيَّعه - أجرُ ما عَمِلَهُ . قوله جلّ ذكره : { فَمَا جَزَآءُ مَن يَفْعَلُ ذٰلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ ٱلّعَذَابِ وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } . أي ظنوا أن ما فعلوه نَفَعهم ، فانكشف لهم في الآخرة أن جميع ما فعلوه - لمَّا مزجوه بالآفات وجرَّدُوه عن الصدق والإخلاص - غيرُ مقبولٍ منهم . والأُسَرَاء أصناف : فَمِنْ أسير غَرِقَ في بحار الهوى فإنقاذُه بأن تدلَّه على الهُدَى . ومِنْ أسيرٍ بقي في أيدي الوساوس فافتداؤه أن ترشده إلى اليقين بلوائح البراهين لتنقذَه من الشك والتخمين ، وتخرجه عن ظلمات التقليد فيما تقوده إلى اليقين . ومن أسيرٍ تجده في أسر هواجسه استأسرته غاغة نفسه ، فَفَكُّ أسْرهِ بأن تدلَّه على شهود المِنن ، بِتَبَرِّيه عن حسبانِ كلِّ حَوْلٍ بِخلْقٍ وغَيْر . ومن أسيرٍ تجده في ربيطة ذاته ففكُّ أسره إنشاده إلى إقلاعه ، وإنجاده على ارتداعه . ومن أسير تجده في أسر صفاته فَفَكُّ أسْرِه أن تدله على الحق بما يحل عليه من وثائق الكون ، ومن أسيرٍ تجده في قبضة الحق فتخبره أنه ليس لأسرائهم فداء ، ولا لقتلاهم عَوْد ، ولا لربيطهم خلاص ، ولا عنهم بُدُّ ، ولا إليهم سبيل ، ولا مِنْ دونهم حيلة ، ولا معَ سِواهم راحة ، ولا لحكمهم رَدُّ .