Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 24-28)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله جلّ ذكره : { ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } . بعدما أسمعه كلامه من غير واسطة ، وشَرَّفَ مقامَه ، وأَجْزَلَ إكرامَه أَمَرَه بالذهاب ليدعوَ فرعونَ إلى الله - مع عِلْمِه بأنه لا يؤمن ولا يجيب ولا يسمع ولا يَعْرِف - فشَقَّ على موسى ذهابُه إلى فرعون ، وسماعُ جْحدِه منه ، بعد ما سمع من الله كلامه سبحانه ، ولكنه آثر أَمْرَ محنته على مرادِ نفسه . ويقال لمَّا أَمَرَه بالذهاب إلى فرعونَ سأل اللَّهَ أُهْبَةَ النَّقْلِ وما به يتمُّ تبليغ ما حمل من الرسالة ، ومن ذلك قوله : { قَالَ رَبِّ ٱشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِيۤ أَمْرِي وَٱحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُواْ قَوْلِي } . ليُعْلَمَ أَنَّ مِنْ شَرْطِ التكليفِ التَّمَكُّنَ مِنْ أَداءِ المأمور به . ويقال إن موسى لما أَخَذَ في المخاطبة مع الله كاد لا يسكت من كثرة ما سأله فظل يدعو : { رَبِّ ٱشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِيۤ أَمْرِي … } وهكذا إلى آخر الآيات والأسئلة . قوله : { قَالَ رَبِّ ٱشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِيۤ أَمْرِي } : حتى أُطِيقَ أنْ أَسمعَ كلامَ غيرك بعدما سَمِعْتُ منك { وَٱحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي } : حتى ينطلقَ بمخاطبة غيرك ، وقَوِّني حتى أرُدَّ ما أردُّ … بِكَ لا بي .