Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 38-38)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يدفع عن صدورهم نزغاتِ الشيطان ، وعن قلوبِهم خطراتِ العصيان ، وعن أرواحهم طوارقَ النسيان . والخيانةُ على أقسام : خيانةٌ في الأموال تفصيلها في المسائل الشرعية , وخيانة في الأعمال ، وخيانة في الأحوال ؛ فخيانة الأعمال بالرياء والتصنع ، وخيانة الأحوال بالملاحظة والإعجاب والمساكنة ، وشرُّها الإعجابُ ، ثم المساكنةُ وأخفاها الملاحظة . ويقال خيانة الزاهدين عزوفهم عن الدنيا على طلب الأعواض ليجدوا في الآخرة حُسْنَ المآل … وهذا إخلاص الصالحين . ولكنه عند خواص الزهاد خيانة ؛ لأنهم تركوا دنياهم لا لله ولكن لوجود العِوَض على تركهم ذلك مِنْ قِبَلِ الله . وخيانةُ العابدين أن يَدَعُوا شهواتِهم ثم يرجعون إلى الرُّخَص ، فلو صدقوا في مرماهم لَمَا انحطُّوا إلى الرخص بعد ترقيهم عنها . وخيانة العارفين جنوحهم إلى وجود مقام ، وتطلعهم لمنال منزلة وإكرام من الحق ونوع تقريب . وخيانة المحبين روم فرحة مما يمسهم من برحاء المواجيد ، وابتغاء خرجه مما يَشْتَدُّ عليهم من استيلاء صَدِّ ، أو غلبات شوقٍ ، أو تمادي أيامِ هَجْرٍ . وخيانة أربابِ التوحيد أن يتحرك لهم للاختيارِ عِرْقٌ ، ورجوعُهم - بعد امتحائِهم عنهم - إلى شظية من أحكام الفَرْقِ ، اللهم إلا أن يكونَ ذلك منهم موجوداً ، وهم عنه مفقودون .