Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 84-89)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أمَرَه - عليه السلام - أَنْ يُلَوِّنَ عليهم الأسئلة ، وعَقَّبَ كُلَّ واحدٍ من ذلك - مُخْبِراً عنهم - أنهم سيقولون : لله ، ثم لم يَكْتَفِ منهم بقالتهم تلك ، بل عاتَبَهم على تجرُّدِ قولهم عن التَّذَكُّر والفَهْمِ والعلم ، تنبيهاً على أن القول - وإن كان في نفسه صدقاً - فلم تكن فيه غنية ؛ إذ لم يصدر عن علمٍ ويقينٍ . ثم نَبَّهَهُمْ على كمالِ قدرته ، وأنَّ القدرة القديمة إذا تعلَّقت بمقدورٍ له ضدٌّ تعلَّقَت بضدِّه ، ويتعلق بمثل متعلقه . والعَجَبُ من اعترافهم بكمال أوصاف جلاله ، ثم تجويزهم عبادَة الأصنامِ التي هي جماداتٌ لا تحيا ، ولا تضرُّ ولا تنفع . ويقال أولاً قال : { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } ثم قال بعده : { أَفَلاَ تَتَّقُونَ } فَقَدَّمَ التذكُرَ على التقوى ؛ لأنهم بتذكرهم يَصلُون إلى المغفرة ، ثم بعد أن يعرفوه فإنهم يجب عليهم اتقاءُ مخالفته . ثم بعد ذلك : { فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ } ؛ أي بعد وضوح الحجة فأيُّ شَكٍّ بَقِيَ حتى تنسبوه إلى السِّحْرِ ؟ .