Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 47-47)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
جعل الليلَ وقتاً لسكون قومٍ ووقتاً لإنزعاج آخرين ؛ فأربابُ الغفلة يسكنون في ليلهم ، والمحبون يسهرون في ليلهم إنْ كانوا في رَوْحِ الوصال ، فلا يأخذهم النومُ لكمال أُنْسِهم ، وإن كانوا في ألم الفراق فلا يأخذهم النوم لكمال قلقهم ، فالسّهرُ للأحباب صِفَةٌ : إمَّا لكمال السرور أو لهجوم الهموم . ويقال جعل النومَ للأحباب وقتَ التجلِّي بما لا سبيلَ إليه في اليقظة ، فإذا رَأَوْا ربَّهم في المنام يؤثِرون النومُ على السَّهر ، قال قائلهم : @ وإني لأَستغفي وما بي نَعْسَةٌ لعلَّ خيالاً منك يلقى خياليا @@ وقال قائلهم : @ رأيتُ سرورَ قلبي في منامي فأحببتُ التَّنَعُّسَ والمناما @@ ويقال النوم لأهلِ الغفلة عقوبةٌ ولأهلِ الاجتهادِ رحمةٌ ؛ فإن الحقَّ - سبحانه - يُدْخِلُ عليهم النوم ضرورةً رحمةً منه بنفوسهم ليستريحوا من كَدِّ المجاهدة .