Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 61-61)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله جلّ ذكره : { أَمَّن جَعَلَ ٱلأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلاَلَهَآ أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ } . نفوسُ العابدين قرارُ طاعتهم ، وقلوبُ العارفين قرار معرفتهم ، وأرواح الواجدين قرار محبتهم ، وأسرار الموحِّدين قرار مشاهدتهم ، في أسرارهم أنوار الوصله وعيون القربة ، وبها يسكن ظمأُ اشتياقهم وهيجانُ قَلَقِهم واحتراقِهم . { وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ } من الخوف والرجاء ، والرغبة والرهبة . ويقال { وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ } اليقين والتوكل . ويقال الرواسي في الأرض الأبدالُ والأولياء والأوتاد ؛ بهم يديم إمساكَ الأرض ، وببركاتهم يَدْفَعُ عن أهلها البلاء . ويقال الرواسي هم الأئمة الذين يَهْدُون المسترشدين إلى الله . قوله جلّ ذكره : { وَجَعَلَ بَيْنَ ٱلْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱلله بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } . { وَجَعَلَ بَيْنَ ٱلْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً } بين القلب والنفس لئلا يغلب أحدُهما صاحبَه . ويقال بين العبودية وأحكامها ، والحقيقة وأحكامها ، فلو غَلَبَتْ العبوديةُ كان جَحْداً للحقيقة ، ولو غلبت الحقيقةُ العبوديةَ كانت طَيّاً للشريعة . ويقال : ألْسِنَةُ المريدين مَقَرُّ ذكره ، وأسماعُهم مَحلُّ الإدراك الموصِّل إلى الفهم ، والعيون مقر الاعتبار .