Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 67-68)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يختار ما يشاء ومَنْ يشاء من جملة ما يخلق . ومَنْ ليس إليه شيءٌ من الخَلْقِ … فما له والاختيار ؟ ! الاختيار للحقِّ استحقاقُ عِزٍّ يوجِبُ أن يكون ذلك له ، لأنَّه لو لم يُنَفِّذْ مشيئتَه واختيارَه لم يكن بوصف العِزِّ ، فَمَنْ بَقِيَ عن مُرادِه لا يكون إلاَّ ذليلاً ؛ فالاختيارُ للحقِّ نعتُ عِزٍّ ، والاختيارُ للخَلْقِ صفةُ نَقْصٍ ونعتُ بلاءٍ وقصور ؛ فاختيارُ العَبْدِ غيرُ مُبَارَكٍ عليه لأنَّه صفةٌ هو غيرُ مُسْتَحِقٍّ لها ، ومَنْ اتصف بما لا يليق به افتضح في نَفْسِه ، قال قائلُهم : @ ومعـالٍ إذا ادَّعـاهـا سـواه لَزِمَتْـه جِنَـايةُ السُّـرَّاقِ @@ والطينةُ إذا ادَّعَتْ ما هو صفة الحقِّ أظهرت رعونتَها ، فما للإنسان والاختيار ؟ ! وما للمملوكِ والمِلْك ؟ ! وما للعبيدِ والتصدُّر في دَسْتِ الملوك ؟ ! قال تعالى : { مَا كَانَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ سُبْحَانَ ٱللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } .