Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 45-45)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي من شأن المؤمن وسبيله أن ينتهي عن الفحشاء والمنكر ، أي على معنى ينبغي للمؤمن أن ينتهي عن الفحشاء والمنكر ، كقوله : { وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوۤاْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } [ المائدة : 23 ] أي ينبغي للمؤمن أن يتوكل على الله ، فإن قُدِّرَ أن واحداً منهم لا يتوكل فلا يخرج به ذلك عن الإيمان - كذلك من لم ينتهِ عن الفحشاء والمنكر فليست تخرج صلاته عن كونها صلاة . ويقال بل الصلاةُ الحقيقية ما تكون ناهيةً لصاحبها عن الفحشاء والمنكر ؛ فإن لم يكن من العبد انتهاءٌ فالصلاةُ ناهيةٌ على معنى ورود الزواجر على قلبه بألا يفعل ، ولكنه يُصِرًّ ولا يطيع تلك الخواطر . ويقال بل الصلاة الحقيقية ما تنهي صاحبها عن الفحشاء والمنكر . فإن كان - وإلا فصورة الصلاة لا حقيقتها . ويقال الفحشاء هي الدنيا ، والمنكر هو النّفْس . ويقال الفحشاء هي المعاصي ، والمنكر هو الحظوظ . ويقال الفحشاء الأعمال ، والمنكر حسبانُ النجاة بها ، وقيل ملاحظتُه الأعواض عليها ، والسرور والفرح بمدح الناس لها . ويقال الفحشاء رؤيتها ، والمنكر طلب العِوض عليها . { وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ } : ذكر الله أكبر من ذكر المخلوقين ؛ لأن ذكره قديم وذكر الخلْق مُحْدَث . ويقال ذكر العبد لله أكبر من ذكره للأَشياء الأخرى ، لأن ذكره لله طاعة ، وذكره لغيره لا يكون طاعة . ويقال ولذِكْرُ اللَّهِ لَك أكبرُ من ذكرْك له . ويقال ذكْرهُ لك بالسعادة أكبرُ من ذكْرك له بالعبادة . ويقال ذكر الله أكبر من أن تبقى معه وحشة . ويقال ذكر الله أكبر من أن يُبْقى للذاكر معه ذِكْر مخلوق . ويقال ذكر الله أبر من أن يُبْقى للزّلةِ معلوماً أو مرسوماً . ويقال ذكر الله أكبر من أن يعيش أحدٌ من المخلوقين بغيره . ويقال ولذكر الله أكبر من أن يُبْقَى معه للفحشاء والمنكر سلطاناً ؛ فلِحُرمه ذكره زَلاَّتُ الذاكر مغفورةٌ ، وعيوبه مستورةٌ .