Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 30-30)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله جلّ ذكره : { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوۤءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَاً بَعِيداً } . وَدَّ أهل الطاعات أَنْ لو استكثروا منها ، ووَدَّ أهل المخالفات أَنْ لو كبحوا لجامهم عن الركض في ميادينهم ، قال قائلهم : @ ولو إنني أُعْطِيتُ من دهري المُنَى وما كلُّ مَنْ يُعْطَى المنى بِمُسَدَّدِ لَقُلْتَ لأيامٍ مَضَيْن : ألا ارجعي وقلتُ لأيام أتيْن ألا ابعدي @@ قوله جلّ ذكره : { وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ وَٱللَّهُ رَؤُوفٌ بِٱلْعِبَادِ } . الإشارة من قوله : { وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ } للعارفين ، ومن قوله { وَٱللَّهُ رَؤُوفٌ بِٱلْعِبَادِ } للمستأنفين ، فهؤلاء أصحاب العنف والعنوة ، وهؤلاء أصحاب التخفيف والسهولة . ويقال لمَّا قال : { وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ } اقتضى أسماع هذا الخطاب تحويلهم فقال مقروناً به { وَٱللَّهُ رَؤُوفٌ بِٱلْعِبَادِ } لتحقيق تأميلهم ، وكذلك سُنَّتُه يطمعهم في عين ما يروعهم . ويقال أفناهم بقوله { وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ } ثم أحياهم وأبقاهم بقوله { وَٱللَّهُ رَؤُوفٌ بِٱلْعِبَادِ } .