Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 74-74)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يختص من يشاء بفنون إنعامه ، فالرحمة على هذا سبب لتخصيص النعمة لمن أراده . ولا بُدَّ من إضمار فيحتمل أن يختص بالرحمة من يشاء فلا تجري الرحمة مجرى السبب فالرحمة على هذا التأويل تكون بمعنى النبوة وتكون بمعنى الولاية . وبمعنى العصمة وجميع أقسام الخيرات التي يختصُّ - بشيء منها - عبداً من عباده ، فيدخل تحت قوله : { يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ } أي بنعمته . فقومٌ اختصهم بنعمة الأخلاق وقوم اختصهم بنعمة الأرزاق ، وقوم اختصهم بنعمة العبادة وآخرين بنعمة الإرادة ، وآخرين بتوفيق الظواهر وآخرين بعطاء الأبشار ، وآخرين بلقاء الأسرار ، قال تعالى : { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا } [ إبراهيم : 34 ] . ويقال لمَّا سمعوا قوله : { يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ } ، علموا أن الوسائل ليست بهادية ، وإنما الأمر بالابتداء والمشيئة . ويقال : { يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ } بالفهم عنه فيما يكاشفه به من الأسرار ويلقيه إليه من فنون التعريفات .