Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 1-5)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ الۤـمۤ غُلِبَتِ ٱلرُّومُ فِيۤ أَدْنَى ٱلأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ } . الإشارة في " الألف " إلى أنه ألِفَ صُحْبتنَا مَنْ عَرف عظمتنا . وأنّه أَلف بلاءنا مَنْ عَرَفَ كبرياءنا . والإشارة في " اللام " إلى أنه لزمَ بابنا مَنْ ذاق محابّنا ، ولزمَ بساطنَا مَنْ شهد جمالنَا . والإشارة في " الميم " إلى أَنه مُكِّنَ منْ قُرْبنَا مَنْ قام على خدمتنا ، ومات على وفائنا مَنْ تحقق بولائنا . قوله { غُلِبَتِ ٱلرُّومُ } : سُرَّ المسلمون بظفر الروم على العجم - وإن كان الكفر يجمعهم - إلا أن الروم اختصوا بالإيمان ببعض الأنبياء ، فشكر الله لهم ، وأنزل فيهم الأية … فكيف بمن يكون سروره لدين الله ، وحُزنُه واهتمامه لدين الله ؟ . قوله جلّ ذكره : { لِلَّهِ ٱلأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ ٱلْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ ٱللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ } . { قَبْلُ } إذا أُطْلق انتظم الأزل ، " وبَعْدُ " إذا أطلق دلّ على الأبد ؛ فالمعنى الأمر الأزليُّ لله ، والأمر الأبديُّ للّهِ لأنَّ الرَّبِّ الأزليّ والسَّيِّدَ الأبديّ اللَّهُ . لله الأمرُ يومَ العرفان ، ولله الأمرُ يومَ الغفران . لله الأمرُ حين القسمة ولا حين ، ولله الأمرُ عند النعمة وليس أي معين . ويقال : لي الأمرُ { مِن قَبْلُ } وقد علمتُ ما تفعلون ، فلا يمنعني أحدٌ من تحقيق عرفانكم ، ولي الأمر { وَمِن بَعْدُ } وقد رأيتُ ما فعلتم ، فلا يمنعني أحدٌ من غفرانكم . وقيل : { لِلَّهِ ٱلأَمْرُ مِن قَبْلُ } بتحقيق ودِّكم ، والله الأمر من بعد بحفظ عهدكم : @ إني - على جفواتها - وبربِّها وبكلِّ مُتصل بها مُتوسلِ @@ { وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ ٱلْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ ٱللَّهِ } : @ اليومَ إرجافُ السرور وإِنما يومَ اللِّقاء حقيقةُ الإرجاف @@ اليومَ ترحٌ وغداً فرح ، اليوم عَبرة وغداً حَبرة ، اليوم أسف وغداً لطف ، اليوم بكاء وغداً لقاء .