Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 40-40)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ثُمَّ } حرقٌ يقتضي التراخي ؛ وفي ذلك إشارة إلى أنه ليس من ضرورة خَلْقِه إياك أن يرزقك ؛ كنتَ في ضعف أحوالك ابتداءَ ما خَلَقَكَ ، فأثبتك وأحياك من غير حاجةٍ لك إلى رزقٍ ؛ فإلى أن خرجتَ من بَطْنِ أُمّك : إمَّا أن كان يُغْنِيكَ عن الرزق وأنت جنينٌ في بطن الأم ولم يكن لك أكلٌ ولا شُرْبٌ ، وإمَّا أن كان يعطيك ما يكفيك من الرزق - إنْ حَقَّ ما قالوا : إن الجنينَ يتَغَذَّى بدم الطمث . وإذا أخرجك من بطن أمك رَزَقَكَ على الوجه المعهود فى الوقت المعلوم ، فَيَسَّرَ لكَ أسبابَ الأكل والشرب من لَبنِ الأم ، ثم من فنون الطعام ، ثم أرزاق القلوب والسرائر من الإيمان والعرفان وأرزاق التوفيق من الطاعات والعبادات ، وأرزاق للسان من الأذكار وغير ذلك مما جرى ذكره . { ثُمَّ يُمِيتُكُمْ } بسقوط شهواتكم ، ويميتكم عن شواهدكم . { ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } بحياة قلوبكم ثم يحييكم بربِّكم . ويقال : من الأرزاق ما هو وجود الأرفاق ومنها ما هو شهود الرزاق . ويقال : لا مُكْنَةَ لك في تبديل خَلْقِكَ ، وكذلك لا قدرةَ لَكَ على تَعَسُّر رزقِك ، فالمُوَسَّعُ عليه رزقُه - بِفَضْلِه سبحانه … لا بمناقِب نَفْسِه ، والمُقَتّرُ عليه رزقُه بحُكْمِه سبحانه … لا بمعايب نَفْسِه . { هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَفْعَلُ مِن ذَٰلِكُمْ مِّن شَيْءٍ } ؛ هل من شركائكم الذين أثبتموهم أي من الأصنام أو توهمتموهمٌّ من جملة الأنام … مَنْ يفعل شيئاً من ذلك ؟ { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ } تنزيهاً له وتقديساً .