Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 3-4)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هو هدّى وبيان ، ورحمة وبرهان للمحسنين العارفين بالله ، والمقيمين عبادةَ اللَّهِ كأنهم ينظرون إلى الله . وشَرْطُ المُحْسِنِ أن يكون محسناً إلى عبادِ الله : دانيهم وقاصيهم ، ومطيعِهم وعاصيهم . { ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ } : يأتون بشرائطها في الظاهر من ستر العورة ، وتقديم الطهارة ، واستقبال القِبْلة ، والعلم بدخول الوقت ، والوقوف في مكانٍ طاهر . وفي الباطن يأتون بشرائطها من طهارة السِّرِّ عن العلائق ، وسَتْرِ عورةَ الباطنِ بتنقيته عن العيوب ، لأنها مهما تكن فاللَّهُ يراها ؛ فإذا أَرَدْتَ ألا يرى اللَّهُ عيوبَك فاحْذَرْها حتى لا تكون . والوقوف في مكان طاهر ، وهو وقوف القلبِ على الحدِّ الذي أُذِنْتَ في الوقوف فيه مما لا يكون دعوى بلا تحقيق ، وَرَحِمَ اللَّهُ مَنْ وقف عند حدِّه . والمعرفة بدخول الوقت فتعلم وقت التذلُّل والاستكانة . وتميز بينه وبين وقت السرور والبسط ، وتستقبل القبلةَ بنَفْسِك ، وتعلِّق قلبَكَ بالله من غير تخصيص بقَطْرٍ أو مكان .