Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 4-4)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وتلك الأيام خَلَقَها مِنْ خَلْقٍ غير الأيام ، فليس من شرط المخلوق ولا من ضرورته أن يخلقه في وقتٍ ؛ إذ الوقتُ مخلوقٌ في غير الوقت وكما يستغنى في كونه مخلوقاً عن الوقت استغنى الوقتُ عن الوقت . { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } : ليس للعرش من هذا الحديث إلا هذا الخبر ، { ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } ولكن القديم ليس له حدٌّ ، استوى على العرش لكن لا يجوز عليه القرب بالذات ولا البُعْد ، استوى على العرش ولكنه أشدُّ الأشياء تَعَطُّشاً إلى شظية من الوصال لو كان للعرش حياة ؟ ، ولكنَّ العرشَ جمادٌ … وأَنَّى يكون للجماد مراد ؟ ! استوى على العرش لكنه صَمَدٌ بلا نِدٍّ ، أَحَدٌ بلا حَدٍّ . { مَا لَكُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ شَفِيعٍ } : إذا لم يُردْ بكم خيراً فلا سماءَ عنه تُظِلُّكم ، ولا أرضَ بغير رضاه تُقِلُّكم ، ولا بالجواهر أحدٌ يناصركم ، ولا أحدَ - إذا لم يُعْنَ بشأنكم في الدنيا والآخرة - ينظر إليكم .