Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 12-13)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله جلّ ذكره : { وَلِسُلَيْمَانَ ٱلرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ } . أي آتينا سليمانَ الريح أي سَخّرناها له ، فكانت تحمل بساطة بالغدو مسيرة شهر ؛ وبالرواح مسيرةَ شهر . وفي القصة أنه لاحظ يوماً مُلْكَه ، فمال الريحُ ببساطه ، فقال سليمان للريح : استوِ ، فقالت الريح : استوِ أنت ، فما دمتَ مستوياً بقلبك كنتُ مستوياً بك ، فلما مِلْتَ مِلتُ . قوله جلّ ذكره : { وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ ٱلْقِطْرِ وَمِنَ ٱلْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ } . أي وآتيناه ذلك ، فكانت الشياطينُ مُسَخَّرةً له ، يعملون ما يشاء من الأشياء التي ذكرها سبحانه . قوله جلّ ذكره : { ٱعْمَلُوۤاْ آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ } . أي اعملوا يا آل داود للشكر ، فقوله : " شكراً " منصوب لأنه مفعول له . ويقال شكراً ؛ منصوب لأَنه مفعول به مثل قوله تعالى : { وَٱلَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَـاةِ فَاعِلُونَ } [ المؤمنين : 4 ] . وقد مضى طَرَفٌ من القول في الشكر . والشكور كثير الشكر ، والأصل في الشكر الزيادة ، والشكيرة اسم لما ينبت تحت الأشجار منها ، ودابة شكور إذا أظهرت من السِّمَن فوق ما تُعْطَى من العَلَفِ ؛ فالشكور الذي يشكر على النعمة فوق ما يشكر أمثالُه وأضرابُه . وإذا كان الناسُ يشكرونه على الرخاء فالشكور يشكره في البلاء . والشاكر يشكر على الَبذْلِ ، والشكور على المنع … فكيف بالبذل ؟ والشكور يشكر بقلبه ولسانه وجوارحه ومالِه ، والشاكر ببعض هذه . ويقال في { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ } قليلٌ مَنْ يأخذ النعمة مني ولا يحملها على الأسباب ؛ فلا يشكر الوسائطَ ويشكرني . والأكثرون يأخذون النعمة من الله ، ويَجِدُون الخيرَ مِنْ قِبَلهِ ثم يتقلدون المِنَّةَ من غير الله ، ويشكرون غيرَ الله .